top of page

عزيزة علي

 

عمان- قال رئيس مختبر السرديات الأردني القاص والمسرحي مفلح العدوان، إن مختبر السرديات الأردني الذي انطلق في نيسان (أبريل) الماضي، يسعى الى معاينة المنتج السردي، من اجل التقاء كل أطراف المعادلة الخاصة بالكتابة والكتاب، من منتج له، ومن قارئ، ومادة مقروءة، وناقد موضوعي، لافتا إلى أن جميع هذه الأطراف، ستكون حاضرة في كل برامج مختبر السرديات، وتم الإعلان عن بعضها.

وتحدث العدوان في لقاء مع "الغد" عن هذا البرنامج، قائلا إن برنامج "ما قبل النشر"، يهدف إلى ان يعطي الفرصة لمناقشة ومعاينة العمل الإبداعي قبل أن ينشر، بحيث تتاح الفرصة للكاتب أن يناقش مخطوطه مع نقاد ومجموعة قراء وخبراء، ويبدوا له الملاحظات، وهي غير ملزمة له، لكنها توجهه، وتعطيه فرصة اعادة النظر في عمله، ان اقتنع بها، ليصل به الى نقطة متقدمة من الجودة والابداع، وهذه الفرصة مهمة، بعد النشر تكون هناك معاينة أخرى للكتاب، وهذه المرة ليست توجيهية، ولكنها دراسة معمقة للمادة المنشورة، وهو برنامج آخر يعمل على معاينة المنتج السردي بعد النشر، "صدر حديثا"، وفيه نقاد وقرّاء وجمهور، وغير هذا فهناك قراءة ومعاينة وتسليط ضوء على التجارب المكرسة لدراسة مجمل منتجها الابداعي، "تجارب الرواد".

واضاف رئيس مختبر السرديات أن هناك مشروع المواكبة الابداعية، وهو عبارة عن تجسير بين الاجيال الابداعية، للإفادة من خبرة الراسخين في الكتابة السردية وتمكين الشباب المبدعين من الاطلاع والتواصل مع كتاب صارت لهم تجربة ابداعية راسخة، مبينا أن جميع هذه البرامج تخضع لرأي لجنة فنية في اختيار المخطوطات قبل النشر، والاصدارات الجديدة، وكتاب السرد، والمواضيع، التي سيعمل المختبر عليها ولأجلها، كما أن هناك مشاريع أخرى، نطمح بأن نحققها، وسيتم الاعلان عنها تباعا، حالما تنضج تفاصيلها، وآليات العمل فيها.

وشدد العدوان على مختبر السرديات عندما اعلنت ضمن برنامجها "تنشر أو لا تنشر"، لم يكن يهدف من ذلك منع أي نصوص أدبية؟ فالمختبر السرديات لا سلطة له على أي الكتاب، ولا يشكل رقابة عليها، وانما نحن لدينا برامج مفتوحة للكتاب بحسب شروط وآليات نعلنها، كبيت خبرة وهيئة ثقافية ابداعية حرة، ومن يرغب بتقدم لهذه البرامج، التي هي متنوعة، ووضعت لرفع سوية المنتج السردي، وفق آليات موضوعية، ومدروسة، وفيها تشاركية وحضور لكل أطراف العملية الابداعية "الكاتب والقارئ والناشر والناقد".

واوضح العدوان أن برامج المختبر "ما قبل النشر"، لا يعني مراقبة النص بل يعني معاينة المخطوط قبل النشرة، ثم يترك لاختيار الكاتب في أن يقدم نصه للمختبر والحصل على المشورة ام لا، فله الحرية الكاملة، بان يقدم هذا المخطوط ليطلع عليه للقارئ والناقد من اجل مناقشته واعطاء المشورة فيه قبل نشره، كمخطوط سردي. ومن هذا المنطلق- له حرية التقديم – كما لا نشكل وصاية ولكننا نسعى إلى أن نأخذ بيد النص الذي يعول عليه، لنخرج من حالة الفوضى التي تنشر. ونقدم خدمة مجانية للسرد الاردني مع انفتاحنا على العربي، والسعي الى هذه الخدمة أنت حينما ولدت الفكرة من مجموع المؤسسين الذين تمحصوا جيدا بالسلب قبل الايجاب فيما يخص حال السرد. لا نشكل وصاية انما نسعى أن يثق بنا القارئ والسارد والناقد، لما فيه مصلحة السرد، وللتقدم ابداعيا وفنيا خطوات الى الأمام.

وبين العدوان أن مختبر السرديات الأردني هو هيئة ثقافية مسجلة في وزارة الثقافة، تقوم أهدافها على العديد من النقاط ضمن إطار الإبداع السردي، ويتم تسليط الضوء على الموروث السردي الأردني، والاقتراب منه نقديا، وإعادة الاعتبار للمنجز السردي التنويري باعتباره منصة للانفتاح الانساني، ومقاربة المنجز السردي الأردني الحديث من مختلف الأبعاد، واختبار المخطوطات السردية الأردنية بموافقة كُتّابها، كجهد مواكِب يقوم به المختبر، وتوفير مناخ عملي لمعاينة التجارب السردية قبل النشر وبعده، مع البحث عن التجارب السردية غير المنشورة، لاختبارها ومن ثم توفير السبل بما أمكن لترى النور. 

ورأى العدوان أن هناك جانبا آخر سيتم التركيز عليه وهو الكشف عن السرديات الأدبية الشفوية الأردنية وإحيائها، بالإضافة الى الانفتاح على التجارب السردية العربية والعالمية ومعاينتها ومقاربتها بالتجارب الاردنية، وتبني التجارب الإبداعي الجدية من قبل كتاب السرديات المكرسين وذوي الخبرة، والانفتاح عبر أنشطة المختبر على الابداع السردي الأردني والعربي من مختلف أطيافه".

واشار العدوان إلى أن مختبر السرديات منفتح محليا وعربيا وانسانيا، فنحن جزء من المنظومة الإبداعية الإنسانية، سننفتح على التجارب السردية العربية والعالمية، وسنقوم بمقاربتها ونتيح اشتباكها بالتجارب الإبداعية الأردنية؛ ليس فقط لتتبُّع مواطن القوة ومكامن الضعف في النص وبالتالي معاينة البناء التراكمي عليها، بل أيضاً لتتبّع الجوانب الفنية واللغوية، ورصد مدى التباين في الخطابات الحضارية الجميلة في المنجز السردي الإنساني، وانطلاقاً من المفهوم الواسع للسرد، سيهتمّ مختبر السرديات الأردني عبر أنشطته، بكل أشكال السرد، من رواية، وقصة، ومسرح، ونصوص المكان، والنص النثري المفتوح، والمقامة، والصورة، والشفاهي من الحكايا والمخبّأ في ذاكرة الناس ووجدانهم".

واضاف العدوان نحن نؤمن بتلاقي الأجيال الأدبية وتلاقحها، وبأن "النص السردي" ما هو إلّا نتيجة تراكمية للنصوص السابقة ولخبرة كتّابها، فإننا سنوفر مناخاً عملياً، لمعاينة التجارب السردية، بما في ذلك خبرات التواصل مع مبدعيها ومنتجيها قبل النشر وبعده، من باب إيماننا أيضاً بدور المراجعات الجادّة، وأهمية الاقتراب من جمرة النص من أكثر من جهة، ليتّخذ شكله النهائي بعد الاهتمام بمقوماته الأساسية من لغةٍ وشكلٍ فني وخطابٍ إبداعي. بل سيمتد دورنا إلى أن نتكفّل بمهمة البحث عن التجارب السردية غير المنشورة، والتفاعل معها، ومن ثم توفير السبل بما أمكن لترى النور.

ونوه العدوان إلى أنه عندما تم تأسيس مختبر السرديات الأردني، كان معنيا بكافة أشكال السرد، من رواية وقصة ومسرح ونصوص المكان والنصوص السردية الشفوية، والنقد المعني بهذه الأشكال من السرد، وبالتالي فإن طبيعة التخصص مهمة وتضيف فائدة أكثر في العمل وآلياته والمخرجات المرجوة منه، لافتا إلى أن الشعر استثني من مختبر السرديات؟ ولكن رأينا أن هناك هيئات ومؤسسات كثيرة تعنى بالشعر وهو من ضمن أولوياتها.

يُذكر أن الكتّاب الذين قاموا بتأسيس مختبر السرديات صدرت لهم العديد من الروايات والمجموعات القصصية والنصوص المسرحية، ونالوا عدداً من الجوائز المحلية والعربية، ومن بينهم بالإضافة إلى العدوان، الروائي جلال برجس، والناقد حسين دعسة، والزميل القاص جعفر العقيلي، والروائي والقاص نائل العدوان، والروائي والقاص مخلد بركات.

العدوان: مختبر السرديات يسعى لاستحضار أطراف  المعادلة  الخاصة  بالكتابة  و الكتاب

الحقوق محفوظة لمختبر السرديات الأردني 2017

  • w-facebook

تابعونا على الفيس بوك

bottom of page